من تعار من الليل (الدعاء المقبول المستجاب عند الصحو من النوم)

من تعار من الليل : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم, من أحرص الناس على الدعاء لله تعالى وكثرة الذكر, وقد ورد عن رسولنا الكريم الكثير من الأحاديث, التي تحثنا على كثرة الذكر والعبادة والتي خصص لها أوقات بعينها, دعاء معين فقد أرشدنا رسولنا الكريم إلى دعاء جامع نافع, إذا قال المؤمن الذي يستيقظ ليلا من النوم, او حين يتقلب في فراشه ليلا او تعرض للقلق والأرق أثناء نومه,  فلم يستطع اكمال نومه وهذه الحالات هى مدلول (من تعار من النوم ليلا) وفى هذه الحالات إذا أراد من الله امرا, وكان يطلب المغفرة والتوبة او اى امر دنيوي كالزواج او التيسير في الحياة,  فإنه يجب عليه أن يثنى على الله تعالى, و الإقرار بتوحيده لله عز وجل ونفي الشريك معه, والإقرار بعدم وجود معبود غيره ولا شريك له, ولا ند لله سبحانه وتعالى, ويقوم بإثبات الملك المطلق لله عز وجل الخالق القادر, الذى له حق التصرف في ملكه وحمد الله كثيرا على نعمة التى لا تحصى, والإقرار بالقدرة التامة لله ويحمد الله كثيرا, و الإقرار بكمال الله عز وجل مع المحبة والتعظيم, ثم تسبيح الله وقول الله اكبر وما بها من تعظيم لله تعالى, وقول ( لا حول ولا قوة الا بالله ) وهي تفيد الاستسلام لله تعالى وتفويض المؤمن أمره كله لله .

من تعار من الليل

عن عبادة بن الصامت, عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : ( من تعار من الليل, فقال : لا آله آلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, الحمد لله, وسبحان الله, ولا آله آلا الله, والله اكبر, ولا حول ولا قوة الا بالله, ثم قال : اللهم اغفر لي, أو دعا, استجيب له, فإن توضأ وصلى قبلت صلاته ) أخرجه البخاري برقم 1154  .

معنى قوله من تعار : اى من انتبه من نومه .

أي أن المؤمن الذي ينتبه من نومه أو هب من نومه وذكر الله وسبح له, بالصيغة التي ذكرها رسولنا الكريم واسأل الله امرا,  اجابه له الله عز وجل, والمقصود هنا هو الشخص الذي اعتاد ذكر الله دوما, حتى أنه إذا انتبه من نومه او تقلب سبح الله وحمدة, ودعا الله أمر فقد وعدنا رسولنا الكريم بالاستجابة من الله عز وجل,  أي الشخص الذي أصبح ذكر الله صار عنده مثل حديث نفسه في النوم واليقظة .

قال ابن ابطال : إن هذا الحديث شريف القدر, يوضح  وعد الله عبده الذي يستيقظ من نومه ولسانه رطب بذكر الله, ويقر بوحدانية الله وربوبيته والإذعان لله بالملك, وحمد الله كثيرا على نعمه التى لا تحصى, ويقر العبد بقدرة الله تعالى التي لا تتناهى, ويكون قلب المؤمن مطمئن بحمد الله وتسبيحه, وتنزيه لله تعالى من اى صفات النقص وما لا يليق بالألوهية, والتسليم لله عز وجل أن العبد عاجز عن  نيل أي شيء, الا بقدرة الله عز وجل وتوفيق من الله, حتى لو كان في طاعة الله فوعد رسولنا الكريم بالإجابة من الله تعالى للدعاء, ونيل المطالب وقبول الصلاة وإن الله تعالى لا يخلف الميعاد, فمن أراد أن يغتنم العمل بهذا الحديث حتى ينال الرضا من الله تعالى, فيجب عليه إخلاص النية لله تعالى ويقتنص وقتا من قيام الليل, ويكثر من ذكر الله وشكره وحمدة على النعم .

وقد جاء في القرآن الكريم مايوضح اهمية هذا التوقيت في الدعاء والذكر والتسبيح حين قال تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) – إلى قوله –  ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )

فوائد الحديث الشريف

  1. يوضح الحديث الشريف اهمية قيام الليل, والفوائد التي ينالها العبد وبذلك تعد حض للمسلم على قيام الليل  .
  2. ايضا يوضح الحديث الشريف التوقيت, الذي إذا اتبعه العبد ضمن الاستجابة من الله تعالى .
  3. يشير الحديث إلى أهمية تعلق قلب العبد بذكر الله, والحرص على جعل لسانه رطبا بذكر الله دوما صباحا ومساء وتوضيح لفضلة  .
  4. وتوضيح لأهمية الذكر وعلاقاتها بقبول الصلاة .

اضف تعليق