دعاء القنوت (أفضل الدعاء المستجاب في الصلاة للمضطرين)

قبل معرفة دعاء القنوت يجب اولا معرفة معناه, وتوضيح المواضع التي يمكن قول دعاء القنوت بها, وأيضا بيان أنواع القنوت, وتوضيح صيغة القنوت بشكل مفسر, والحالات التي تستلزم دعاء القنوت, والمعنى اللفظى للقنوت يعطى أكثر من معنى, وقد استخدم الله تعالى لفظ القنوت, كدلالة عن الطاعة حين قال ( والقانتين والقانتات ) سورة الأحزاب الآية 35, كما وردت كلمة القنوت كدلالة عن الصلاة, حين قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ( مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله )  كما قد تشير الكلمة إلى الدعاء حيث أن القنوت يتضمن دعاء بداخله, وقد وردت أيضا بمعنى السكوت, حين قال الله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) سورة البقرة 238, كما ذكرت كلمة القنوت بمعنى القيام, عندما قال رسول الله ( عندما سئل عن أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت ) أما عن دلالتها شرعا, فهو ما شرع من دعاء معين في صلاة معينة في ركعة معينة, وهي الركعة الأخيرة من الصلاة .

صيغة دعاء القنوت

لقد وردت عدة صيغ لدعاء القنوت عن الصحابة وهي .

  • ما روى عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : ( اللهم اهدني فيمن هديت, وعافني فيمن عافيت, وتولني فيمن توليت, وبارك لي فيما اعطيت, وقني شر ماقضيت, فإنك تقضي ولا يقضى عليك, وإنه لا يذل من واليت, ولا يعز من عاديت, تباركت ربنا وتعاليت ) وهنا تأتي دلالة جملة وقنا شر ما قضيت, بمعنى أن الدعاء يصرف عن المؤمن البلاء, مما يوضح عدم وجود لفكرة القضاء والقدر, حيث ان الانسان يستطيع ان يغير قدره بالدعاء, بدلا عن التذمر على قضاء الله .
  • وهناك أيضا ماروي عن عروة بن الزبير _ رضى الله عنه ( اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى ونحمد, نرجو رحمتك ربنا, ونخاف عذابك الجد, إن عذابك لمن عاديت ملحق   )
  • وما روى عن عبد الرحمن بن أبزى أنه قال ( اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى ونحمد, نرجو رحمتك ونخشى عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق, اللهم إنا نستعينك ونستغفرك, ونثني عليك الخير, ولا نكفرك ونؤمن بك ونخضع لك )

متى يستخدم دعاء القنوت

القنوت فى صلاة الفجر 

بالنسبة لاستخدام دعاء القنوت فى صلاة الفجر, فقد اختلفت الآراء الفقهية فى ذلك وقد انقسموا الى رأيين هما .

الاول : ذهب الشافعية والمالكية إلى أن أستخدام القنوت فى صلاة الفجر, يعتبر سنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم, وقد ذهب الإمام النووي الى الاستدلال بالحديث الشريف, عن أنس بن مالك _ رضي الله عنه قال ( مازال رسول الله صلى الله علية وسلم, يقنت في صلاة الصبح, حتى فارق الحياة ) وترتيبا على ذلك فإنه يجوز لمن يسهو عن القنوت في صلاة الفجر, سواء عن طريق العمد او السهو, فأنه يستطيع السجود للسهو, ويختلف محل القنوت من صلاة الصبح  للشافعية, عن المالكية فإنه يكون بعد الرفع من الركوع للشافعية, وهو قبل الركوع عند المالكية .

الثانى : عند الحنفية والحنابلة وهم يذهبون الى, عدم جواز القنوت فى صلاة الفجر .

القنوت في صلاة الوتر 

قنوت الوتر هو استخدام صيغة من صيغ القنوت المذكورة أعلاه, في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر, وصلاة الوتر يمكن تأديتها في أول الليل, او وسط الليل أو أخره .

القنوت في النوازل 

وهو عبارة عن استخدام صيغة القنوت, في آخر ركعة من الصلوات المكتوبة, ويلجأ المسلمون إلى القنوت في حالة الابتلاءات, التى تصيب الإنسان مثل ابتلاء المرض, او ابتلاء القحط او الجدب أو تسلط العدو, والدليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية, عن أنس رضي الله عنه قال ( قنت النبي صلى الله عليه وسلم, شهرا يدعو على رعل وذكوان )

حكم قنوت النوازل

لقد اختلف العلماء فيما بينهم على حكم القنوت عند  النوازل, أو عند الابتلاءات على النحو الاتى .

الرأي الأول : ذهب الشافعية والحنابلة والحنفية وبعض من المالكية الى جواز قنوت النوازل وأستدل على ذلك من خلال قول بن تيمية وابن القيم إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت فى صحيح البخارى أنه قال ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان إذا أراد أن يدعو على أحد, أو يدعو لأحد, قنت بعد الركوع )

الرأى الثانى : ذهب المالكية إلى عدم مشروعية القنوت في النوازل, واستدلوا على ذلك أن الرسول تركه بعد أن دعا إليه .

سبب قنوت النوازل

حدد كل من الشافعية والحنابلة والحنفية, ضوابط للنوازل التي يجوز فيها القنوت وهى كالتالى .

  • الشافعية : ذهبوا إلى جواز القنوت في النوازل عند الخوف من عدو, او نزول المطر أو عند الإصابة بالجراد الذي يؤذي الزرع, أو عند حدوث النوازل التي يكون ضررها على المسلمين بشكل عام, مثل فقد عالم جليل والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم, فعل ذلك عندما قنت ودعا على قاتلي أصحابة, وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن قول أنس بن مالك ( إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, شهرا يدعو على أناس قتلوا أناسا من أصحابه )
  • الحنابلة والحنفية : ذهبوا الى تشريع قنوت النوازل فى حالة حدوث بعض الشدائد, والمصائب بالمسلمين بشكل عام مع استثناء الطاعون عند الحنابلة .

مدى طول قنوت النوازل 

  • ذهب الشافعية الى أن التطويل في القنوت في النوازل أمر جائز, حيث يمكن في الركعة الاخيرة التطويل بلا كراهة .
  • وذهب الحنفية إلى أن القنوت يكون وقته بنفس مقدار, وقت قراءة سورة الانشقاق .
  • أما الحنابلة فهم يفضلون, أن يكون دعاء القنوت في مدة معتدلة لقراءة الدعاء, والادعية الخاصة بالإنسان دون الحاجة إلى التطويل .

صيغه دعاء قنوت النوازل 

ذهب جميع علماء الفقه إلى أن الصيغة التي يتم الدعاء بها في النوازل, يجب أن تكون متلائمة مع النوازل التي يدعو من اجلها الانسان, مع عدم التقيد بألفاظ معينة, والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا في القنوت, عند النوازل بغير دعاء القنوت المشروعة عند الفجر, وفى حالة دعاء المسلم بدعاء القنوت عند الفجر فإن ذلك جائز ومقبول .

اشتراط إذن الإمام لقنوت النوازل 

اختلف العلماء فيما بينهم فى اذن الحاكم أو الإمام.

  • فقد ذهب الحنابلة إلى أن قنوت النوازل لا يشرع إلا للحاكم, أو للشخص الذي يأذن له الحاكم بذلك وهذا لأن النبي عليه الصلاة والسلام, هو من كان قام بصلاة القنوت عند حدوث النوازل .
  • أما الشافعية فقد أجازت القيام بالقنوت دون إمام, مع جواز أن يراجع إمام المسجد الحاكم قبل القيام بالقنوت .

الصلوات التي يشرع فيها قنوت النوازل

الحنابلة : ذهبوا إلى أنه يجوز أن يقال قنوت النوازل فى اى صلاة مفروضة, ما عدا صلاة الجمعة لأنها تشتمل على الدعاء .

الشافعية : أجازوا قنوت النوازل في الصلوات الخمس .

الحنفية : شرعوا أجازتها في الصلوات الجهرية .

الجهر بصلاة القنوت 

اختلف الفقهاء في جواز أو عدم جواز الجهر في القنوت على النحو الآتي .

الشافعية : ذهبوا إلى جواز جهر الحاكم بالدعاء وأن كانت الصلاة سرية, ولا يسجد للسهو إن نسيه .

الحنابلة : أجازوا الجهر بالقنوت في الصلاة الجهرية فقط .

الحنفية : ذهبوا الى قراءة الإمام والمأمومين القنوت سرا, مع جواز قراءة الإمام جهرا حتى يكون سبيلا لتعليم المسلمين .

الاحكام المتعلقة بالقنوت 

موضع الدعاء بالقنوت

اختلف الفقهاء فى تحديد الموضع الأمثل للدعاء وذهبوا الى رأيين .

الرأي الأول : وهو رأي الحنابلة والشافعية ويذهبون إلى أن موضع الدعاء, يكون بعد الاعتدال من الركوع في الركعة الاخيرة, وبعد قول ربنا ولك الحمد .

الرأى الثانى : رأى الحنفية والمالكية ويذهبون إلى جواز الدعاء بالقنوت, قبل ركوع الركعة الاخيرة أو بعده ويفضل ان يكون قبل الركوع, وبعد القراءة دون تكبير .

جواز رفع اليدين في القنوت 

انقسم الرأي في مسألة جواز رفع اليدين في القنوت على النحو الآتي .

الرأي الأول : رأى المالكية وقد ذهبوا إلى عدم استحباب رفع اليدين في القنوت, وهذا قياسا على التشهد والسجود حيث لا يقوم المصلي برفع يديه فيهم .

الرأى الثانى : رأى الشافعية والحنابلة وقد ذهبوا الى استحباب رفع اليدين, وذلك من خلال رفع اليدين الى مستوى الصدر مع جعل باطن اليدين, نحو السماء .

الرأي الثالث : اختلف الحنفية في مسألة رفع اليدين, حيث ذهبوا إلى ارخاء اليدين وعدم رفعهما .

مسح الوجه بعد القنوت 

وقد انقسم العلماء الى رأيين هما

الرأي الأول : ذهب الحنابلة إلى أفضلية مسح الوجه بعد الدعاء, واستدلوا على ذلك من خلال فعل النبي صلى الله عليه وسلم, من مسح وجهه بعد الدعاء .

الرأى الثانى : ذهب الحنفية والشافعية إلى عدم جواز مسح الوجه بعد الدعاء, واستدلوا بشأن الادعية فى الصلاة لا يمسح فيها الوجة, وايضا استدلوا بعدم وجود اى دليل ينص على ذلك .

اضف تعليق